الثلاثاء، 5 أبريل 2011

1 - Videocracy

إيريك جانديني يقدم فيلم رعب بالمعنى الحرفي للكلمة ، الأمر لا يتعلق بحفلة هجاء لاذعة لبرلسكوني من النوع الذي يمطره به ناني موريتي ، ولكنها الدراسة الأكثر إدهاشاً عن الكيفية التي نجح بها رئيس الوزراء الإيطالي - ليس فقط في سرقة الحياة السياسية الإيطالية - ولكن في تغيير حياة الإيطاليين وتحويل عالمهم إلى كباريه كبير ، لا يبرز فيه سوى من يظهر على شاشة تلفازه الخاص ، فكرة الإحتكار تسيل من كل دقيقة في الفيلم ، علاقة الفاشيين واليمين المتطرف بإدارة أبرز البرامج التلفزيونية ، إستخدام المرأة في الدعايات الإنتخابية ، كيف يتحول شعب بأكمله (من وجهة نظر جانديني إلى سلعة في سوق كبير) ، إنه عمل عن سقوط جديد لروما! ...ستريبتيز سينمائي يقوم فيه جانديني بخلع ملابس إيطاليا برلسكوني قطعة قطعة!


2 - سينا


فعلياً لا شيء جديد في لك التحية الخاصة من أساف كاباديا لأيرتون سينا أسطورة البرازيل في عالم الفورميلا وان ، ولكنها رحلة 105 دقيقة ستجعلنا لا نندهش كثيراً من نهاية حياة سينا مرتطماً بجدار حلة سان مارينو عام 1994 في سن الرابعة والثلاثين ، سينا يطوف في فيلمه كشبح راوياً قصته الخاصة ، رأيه في الآن بروست منافسه اللدود ، رأيه في سياسيات وأموال الفورميلا وان كمافيا متنكرة ، لا يوجد تقديس لحياة سينا في ذلك الفيلم التسجيلي المثير منذ دقيقته الأولى ، ولكنها قصة حياة برازيلي عاشق لعالمه ، يمتلك شيطاناً صغيراً بداخله ، تلك اللقطات الأرشيفية المذهلة لوالدته وهي تربت على وجهه قبل إنطلاق سباق أو تنزه سينا بين حافلات فرق الفورميلا قبل سباق أخر وكأنه يتنزه في الجنة ، اللقطات الخاصة من سيارته قبل الإصطدام الأخير تجعل للفيلم بأكمله تراجيديا من نوع خاص ، تكاد تمزق مشاعر من ليس لهم أي علاقة بعالم سباقات السيارات أكثر من الخبراء والمهاوييس ، في اللقطة الأخيرة يروي سينا "روزباد" الخاصة به راوياً أفضل لحظات حياته :"كنت مراهقاً عندما زرت اوروبا للمرة الأولى عام 1978 ضمن سباقات الكارتنج ، كان الأمر يتعلق فقط بفكرة السباق ، أنت والسيارة ومنافسيك ...لا سياسة ولآ أموال ...لقد كنت سعيداً بالفعل".

3 - الغدر


الضحية الكبرى على مستوى الجوائز لبراعة Man On a Wire عام 2009 ، ساعتان من الحزن و23 عاماً استغرقتها مديرة التصوير - المخرجة إيلين كوراس في متابعة حياة تافيسوك بارسافات ، أحد اللاجئين من لاوس هو وعائلته والذي قرروا الهجرة إلى أرض الأحلام بعد إختفاء الوالد ، ذلك الوالد الذي كان متعاوناَ مع الجيش الأمريكي أثناء مهمته الآسيوية المقدسة في السبعينات من القرن الماضي ، بارسافات يتحول نفسه بمرور السنين إلى مخرج مشارك لكوراس في تقصي "الغدر" الذي تتعرض له عشرات الآلاف من عائلات لاوس في أرض الرخاء ، رحلة البحث عن الأب المفقود ، محاولة الأم الحفاظ على أطفالها من المخدرات والأسلحة ، ولكن يبدو أنها هربت من جحيم لجحيم أخر ، مشاهدة بارسافات وهو ينضج على مدار 23 عاماً تكاد تكون النقطة البيضاء الوحيدة في فيلم بالغ القسوة والعذوبة معاً!

4 - وقت الإنتصار (ريجي ميلر في مواجهة النيويورك نيكس)

عام 2010 هو عام ESPN عبر ما يقرب من ثلاثين ثلاثين فيلماً تسجيلياً رياضياً ، يضموا مجموعة من أفضل الأعمال في ذلك النمط على الإطلاق ، ما بين قصة صداقة الكرواتي درازان بيتروفيتش والصربي فلاديتش ، "عداء الريح: مبتور الساعد الي طاف كندا بأكملها من أجل جمع التبرعات لضحايا السرطان ، مطاردة أو جي سبمبسون في شوارع لوس آنجيليس في "يوم من يونيو" ، عنصرية الجنوب الأمريكي في محاكمة ألين أيفرسون ، ولكن لا يوجد عملاً من بين الأفلام الثلاثين يحوي تلك المتعة مثلما هو الحال مع "وقت الإنتصار" (ريجي ميلر في مواجهة النيويورك نيكس).

وقت الإنتصار هي قصة حياة ريجي ميلر صانع ألعاب إندينا بيسرز وأكثر اللاعبين إثارة للإعصاب في تسعينات القرن الماضي بدوري الرابطة لكرة السلة ، في نفس الوقت هي قصة المنافسة الملتهبة بين ريف إنديانا وعجرفة نيويورك ، كل دقيقة من ذلك العمل التسجيلي هي قطعة تحية لكرة السلة في التسعينات ورموزها ، إنها قصة حياة ميلر وسبايك لي وبات رايلي وجون ستاركس وكل لاعب من إنديانا ونيكس معاً ، وربما هي قصة تراجيدية لباتريك إيونج عملاق النيكس ، والذي ينتهي الفيلم مع محاولة تسجيله الفاشلة في لقطة وصفها أحد لاعبي النيكس من زملاء إيونج بقوله:"ربما هذه اللعبة قد قضت على أحلام جيل كامل من لاعبي النيكس". "وقت الإنتصار" عمل أوبرالي عن المواجهة بين الخير والشر طبقاً للرأسمالية الأمريكية!

5 - Exit Through The Gift Shop




الجملة الأولى في ذلك الفيلم "التسجيلي" بعد أغنية "الشوارع ملكنا!" هي لبانكسي وهو يقول :"لقد جائني رجل يريد أن يصنع فيلماً تسجيلياً عني ، ولكني وجدته أخر إثارة للإهتمام فقررت أن أصنع أنا عنه الفيلم" ...واحد من أكثر المواد السينمائية إمتاعاً عى مدار العام الماضي ، وذلك دون أن يتأكد أحد ما إذا كان الفيلم حقيقياً بالفعل أم مزحة عملية سينمائية من بانكسي ، ذلك اللهو الخفي الذي أغرق حوائط وشوارع بريستول وأوروبا والجدار العازل في الأراضي المحتلة برسوماته ، لا أحد يعلم ما إذا كان شخصية تييرى جويتا التي أثارت إهتامم بانكسي حقيقية أم مخترعة ، ولكنه رمز لكل ما يتعلق بفكرة الزيف والأصالة في الفن ، بل في الحياة بشكل عام ، الثلث الأخير الذي يتمكن فيه جويتا من بيع لوحاته بأرقام خيالية هو جزء كابوسي بمعنى الكلمة ، تتداخل فيه النكتة بتراجيديا الإنحطاط ، بل إن بانكسي نفسه يطرح السؤال حول مصداقيته نفسه كفنان وسط كل هذا السيرك ، المشاهدة الثانية أو الثالثة ربما أكثر إمتاعاً من الأولى.

ملحوظة: إنجاز الفيلم يتواصل في ظل صعود جويتا لتسلم جائزة أفضل فيلم تسجيلي لجوائز إنديبيندنت سبيريت بالنيابة عن بانكسي ، جويتا يلقي بخطاب يبدي فيه عميق إمتنانه ويظهر مفهومه الخاص عن الأفلام "المستقلة"!!

الاثنين، 4 أبريل 2011

6 - القطار الأخير للوطن


كل من لديه إعتقاد ما عن الصين أو الصنيين أو عن العدالة الإجتماعية بشكل عام بإمكانه أن يعيد أفكاره بعد مشاهدة أخر قطار للوطن ، قصة بقاء عائلة صينية من الطبقة العاملة الكاسحة على قيد الحياة ، ممزقة بين مدينتين ، كقطع فحم يمارس وظيفته كوقود للتنمية الصينية ، مجرد تروس ، إستخدام النفق الذي يمر منه القطار في طريقه إلى بلدة الأم والأب متكرر ، حيث لا يبدو أن هناك ضوء في نهاية ذلك النفق بالنسبة لهم. إنتصار جديد للسينمائيين الصينيين التسجيليين في موجتهم الخاصة خلال السنوات الخمس الأخيرة.

7 - Fololwing Sean

المخرج التسجيلي نصف المشهور رالف أرليك قام بعمل مشروع تخرجه عام 1969 عن إبن الجيران شون ذي الأعوام الأربعة ، في فيلم تسجيلي قصير نال تقدير كبير بين أوساط محبي ذلك النمط ، أرليك يعود بعد 36 عاماً لتفقد مصير شون بعد أن أتم الأخير عامه الأربعين ، أرليك لا يخوض فقط رحلة البحث عن شون ولكنه يخوض رحلة موازية لعرض قصة حياة عائلته ، بل قصة سان فرانسيسكو وجيل الستينات بأكمله ، قصة أمريكا خلال السنوات الأربعين الأخيرة ، أرليك يعترف في نغمة خافتة بأن جيله ربما أخفق في الدفاع عن معتقداته ، أو حتى في التواصل مع شون بعد كل هذه الفترة ، تاركاً إياه في العراء.

لخظة التواصل مجدداً بين شون الإبن العملي وبين والده الهيبي السابق وصاحب أسلوب الحياة البوهيمي هي واحدة من تلك اللحظات التي يحلم بها أي مخرج أفلام تسجيلية ، إنها ليست فقط حالة تتبع لشون ولكنها واحدة من أعمق حالات التتبع لجيل إكس الأمريكي ، هذه المرة ليست من خلال أعين كيرت كوبين أو إيدي فيدر ، ولكنها من عيون الأباء أنفسهم.

8- سوشيال نيتوورك


السبب الذي يجعلك تكره "زودياك" لأنه لا يجيب عن سؤال :"من هو القاتل؟" سيجعلك تكره "سسوشيال نيتوورك لكل الأسباب الخاطئة ...أولها عن كونه فيلماً عن قصة الفيسبوك ، في حقيقة الأمرهو فيلم لفينشر بقدر ما هو سيناريو محكم لأندي سوركين كما تروج جميع الكتابات السينمائية ، فينشر يقوم بعمل كشف حساب للمراهقين الذين شاهدوا "نادي القتال" قبل عشرة سنوات ليجدهم الآن وقد صنعوا ناديهم الخاص المتمثل في موقع فيسبوك ، حالة الأندية الحصرية والصراع الذكوري الخاص حاضرة بقوة في كل مشهد ، هي قصة نجاح وفشل لجيلنا على طراز راشومون ، ولكنها مناسبة للقرن الجديد ، قصة حرب قانونية حول حقوق أكبر شبكة تواصل إجتماعي بين ثلاث أطراف تفتقد لأي تواصل إنساني ، عندما تتحول الفتيات إلى معادلات رياضية برمز "ر" ، الصراعات الطبقية والعرقية تحت السطح تظهر من لحظة لأخرى ، وبطل مضاد يمتلك كل الحق في ذلك العالم الجاف من أن يتلاعب بأبرز إحتياجتنا لحصد أكبر مجموعة من "الأصدقاء" في قائمتنا ، ربع الساعة الإفتتاحي من هذا الفيلم سيقدم لك التبرير الشافي في أفضل إفتتاحية لفيلم روائي في السنوت الأخيرة.

9- مدفون

الأكثر إثارة للإهتمام في "مدفون" أنه يصلح أن يكون عمللاً مسرحياً بنفس الحدة والتشويق الذي نقلته تلك التجربة السينمائية الفريدة من المخرج الإسباني الشاب رودريجو كورتيس.

عرض للمثل واحد هو رايان رينولدز من البداية للنهاية ، أمريكي يعمل في مجال المقاولات في مهمة برفقة أحد الشركات الأمريكية العاملة في العراق يجد نفسه مدفوناً تحت الأرض في تابوت خشبي ، لا يوجد معه سوى جهاز هاتف بلاكبيري وقداحة تكفي لمدة ساعة ونصف، تتخللها مكالمات هاتفية لزوجته ووالدته ، لعميل للمخابرات البريطانية في العراق ، وللشخص الذي أشرف بنفسه على دفه تحت الأرض.

حالة بارنويا كاملة من اللحظة الأولى ، في تجسيد سينمائي للوحل السياسي الذي يعيشه التواجد الأمريكي للعراق ، رودريجو كورتيس لا يغادر التابوت طوال الدقائق التسعين ، في متاهة تشويق متقنة، لا أحد يعلم ما إذا كان بالفعل مدفوناً في العراق أم أن الأمر مجرد لعبة معدة سلفاً وقع رينولدز فيها ضحية ، ذلك المزيج الرائع بين الإثارة اللاهثة ، لحظات شد الأعصاب ، والكوميديا العبثية التي تسهم فيها البيروقراطية الأمريكية ، والتي تطالب شخصية رينولدز بدفع قيمة مكالمته الطارئة من تابوته لمقر للمخابرات المركزية نفسها.

ربما هو العمل الروائي الأكثر نجاحاً في تجسيد جحيم العراق من بين الأعمال السينمائية التي أعقبت الإحتلال عام 2003 ، وذلك دون طلقة رصاص واحدة ، أو دبابة أو حتى جندي واحد ، المعنى الحقيقي لفيلم منعدم التكاليف.

أفضل 10 مواد سينمائية خلال ال 12 شهراً الماضية ..10- عقل تارانتينو

الثنائي السينمائي البرازيلي 300 ملم يقدم على تقديم الجدال الخاص الذي قام به كل مجنون سينما في العالم خلال العشرين عاماً الماضية..هل يستحق تارينتينو هذا الإهتمام؟ ...القيلم يبلغنا بالإحتمالين ، أنه أحد العظماء خلال العقدين الماضيين أو أنه مجرد فقاعة!

سو جورج وسيلتون ميلو بدون قصد يعيدان إنناج المشهد الشهير من بالب فيشكن بين ترافولتا وصامويل جاكسون في السيارة ، صديقان يتناقشان حول توصل أحدهما للكود الخاص الذي يريد أن يبلغنا به تارانتينو في كل أفلامه ، حالة هوس حقيقية ، تم تنفيذها بتكاليف بالغة التقشف (300 ملم يقومان بالاستعانة بتلفاز يعرض لقطات من مشاهد لأفلام تارانتينو تفادياً لحقوق المؤلف).

الكوميديا الخالصة ممزوجة بذلك الإنتقاد الصارخ لكل مجانين السينما في العالم ، 15 دقيقة من العبث الجميل ، والذي مارسناه جميعاً في وقت من الأوقات مع تارانتينو ، الجزء الأكثر إثارة في ذلك الفيلم القصر هي الملاحظة التي سجلها سو جورج بقوله:"ما تتحدث عنه لا يحدث في البرازيل لأن سائقي التاكسي هنا هم أطباء ، أساتذة جامعة" ، في المقابل يبدو ميلو منفضلاً عن حديث صديقه ، مواصلاً إقناعه بنظريته الخاصة عن سائقة التاكسي الفاتنة في بالب فيكسن والتي رافقت بروس ويليس في مشهد وحيد ، وعن الأداء التعبيري لقدمي أوما ثورمان في فيكشن وكيل بيل".

سو جورج (صاحب النزعة الواقعية المنطقية) ينهي الفيلم القصير من إنتاج 2008 بنهاية أكثر عبثية مفصحاً عن سر جديد من أسرار تارانتينو ...مربحاً بكم في عالم "الفيلم جييكس".